[ltr]
[/ltr]
فضل شهر رمضان على سائر الشهور ؟؟
لقد فضّل الله بعض الأزمنة على بعض ،
كما فضّل بعض الأمكنة على بعض .
وخَصَّ الله شهر رمضان بخصائص ،
وفَضَّلَه بِفضائل ليست لغيره .
ولذلك فإن أفضل الليالي هي ليالي رمضان ،
وأفضلها العشر الأواخر ،
ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم
يخصّها بِمزيد عبادة واجتهاد .
قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا :
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ ،
وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ ، وَجَدَّ ، وَشَدَّ الْمِئْزَرَ .
رواه البخاري ومسلم
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في رمضان ،
وكان آخر الأمر منه عليه الصلاة والسلام أنه
كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان .
كل ذلك لأجل أن يتفرّغ للعبادة ، وينقطع لها ،
ويبتعد عمّا يشغله عنها .
وذلك طلبًا لِليلة القَدْر ؛ لأنها ليلة عظيمة القَدْر ،
رفيعة الشأن ، ولذلك حثّ النبي صلى الله عليه وسلم
على تحرّيها والْتِمساها في العشر الأواخر ،
وخصّ ليالي الوتر من ليالي العشر الأواخر من رمضان .
قال عليه الصلاة والسلام :
مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ .
رواه البخاري ومسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام :
إن هذا الشهر قد حَضَركم . وفيه ليلة خير من ألف شهر . مَن حُرِمَها فقد حُرِم الخير كله . ولا يُحْرَم خيرها إلاَّ محروم
رواه ابن ماجه ، وصححه الألباني .
ومِن فضائل شهر رمضان أن أبواب الجنة تُفتح فيه ،
وتُغلّق فيه أبواب النار ، وتُربط فيه مَرَدة الشياطين .
قال عليه الصلاة والسلام :
إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ .
رواه البخاري ومسلم .
ومن فضائل شهر رمضان أن الله يُعتق في كل ليلة ما شاء .
ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صُفِّدَت الشياطين ومَردة الجن ، وغُلّقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يُغلق منها باب ، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار .
رواه الترمذي وابن ماجه ، وصححه الألباني .
وشهر رمضان سبب للمغفرة
قال عليه الصلاة والسلام :
مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ .
رواه البخاري ومسلم .
وقال :
مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ .
رواه البخاري ومسلم .
قال الإمام النووي :
قِيَام رَمَضَان مِنْ غَيْر مُوَافَقَة لَيْلَة الْقَدْر
وَمَعْرِفَتهَا سَبَب لِغُفْرَانِ الذُّنُوب ،
وَقِيَام لَيْلَة الْقَدْر لِمَنْ وَافَقَهَا وَعَرَفَهَا سَبَبٌ
لِلْغُفْرَانِ وَإِنْ لَمْ يَقُمْ غَيْرهَا . اهـ .
وقال أيضا :
وَالْمُرَاد بِقِيَامِ رَمَضَان صَلاة التَّرَاوِيح ،
وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى اِسْتِحْبَابهَا . اهـ .
وقال الحافظ العراقي :
ليس المراد بقيام رمضان قيام جميع ليله ،
بل يحصل ذلك بقيام يسير مِن الليل . اهـ .
وتُضاعف فيه الأجور ، في الصلاة ،
وفي الصدقة ،
ففي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ ، وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ؛ لأَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ .
رواه البخاري ومسلم .
ولذلك كان من صام رمضان كأنما صام عشرة أشهر ،
فيُسنّ للصائم أن يُتبِعه ستة أيام من شوال ،
ليكن كأنما صام السنة .
وكان السلف إذا دَخَل شهر رمضان طووا كُتُب العلْم ،
واقبلوا على القرآن ؛ لأن شهر رمضان هو شهر القرآن .
والله تعالى أعلم .